أسواق الأسهم العالمية تنتعش بفضل لقاح مودرنا وبيانات اقتصادية إيجابية

شهدت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت ارتفاعاً ملحوظاً في مستهل تعاملات يوم أمس، وذلك بعد إعلان شركة مودرنا عن نتائج واعدة للقاحها التجريبي، حيث أظهرت فاعلية بنسبة 94.5% في الوقاية من الإصابة بمرض كوفيد - 19. هذا الإعلان عزز الآمال في تعافي الاقتصاد العالمي، الذي عانى من تباطؤ شديد على مدار عام كامل نتيجة لتداعيات الجائحة.
ووفقاً لـ "رويترز"، سجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعاً بواقع 192.55 نقطة، أي ما يعادل 0.65%، ليصل إلى مستوى 29672.36 نقطة في بداية جلسة التداول. هذا الارتفاع يعكس تفاؤل المستثمرين حيال مستقبل الاقتصاد.
كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي بمقدار 15.01 نقطة، أو 0.42%، ليبلغ 3600.16 نقطة، في حين صعد مؤشر ناسداك المجمع بواقع 17.82 نقطة، أو 0.15%، مسجلاً 11847.11 نقطة. وقد وسعت هذه المؤشرات الثلاثة مكاسبها في التعاملات المبكرة، مما يشير إلى زخم إيجابي في السوق.
على صعيد آخر، أغلقت سوق الأسهم الأوروبية تعاملات يوم أمس عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من ثمانية أشهر، مدعومة ببيانات إيجابية من شركة مودرنا بشأن لقاح كوفيد - 19، بالإضافة إلى بيانات مشجعة من الصين. هذه التطورات عززت ثقة المستثمرين في إمكانية تحقيق تعافي اقتصادي أسرع وأكثر استدامة.
وتجدر الإشارة إلى أن "مودرنا" أصبحت ثاني شركة أدوية تعلن عن فاعلية عالية للقاح تجريبي مضاد لفيروس كورونا في غضون أسبوع واحد، وذلك بعد إعلان مماثل من شركة "فايزر" في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر). هذه التطورات المتسارعة تبعث الأمل في إمكانية السيطرة على الجائحة قريباً.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة التداول مرتفعاً بنسبة 1.3%، مدعوماً بمكاسب قوية لأسهم شركات النفط، والتي جاءت على خلفية قفزة بنسبة 4% في أسعار الخام. هذا الارتفاع يعكس تحسن التوقعات بشأن الطلب العالمي على الطاقة.
كما ارتفع مؤشر أسهم البنوك الأوروبية بنسبة 3.1%، مدفوعاً بقفزة كبيرة بلغت 16% في أسهم بنك "بي بي في أيه" الإسباني، وذلك بعد إعلان مجموعة "بي إن سي" للخدمات المالية عن نيتها شراء أنشطته في الولايات المتحدة مقابل 11.6 مليار دولار نقداً. هذه الصفقة تعكس الثقة في القطاع المصرفي.
وفي قارة آسيا، سجلت الأسهم اليابانية أعلى مستوى لها منذ 29 عاماً يوم أمس، وذلك بعد نمو الاقتصاد للمرة الأولى في أربعة فصول، بالإضافة إلى التقدم المحرز في تطوير لقاح لمرض كوفيد - 19. هذه التطورات الإيجابية واصلت دعم الأسواق العالمية.
وأغلق مؤشر نيكاي القياسي مرتفعاً بنسبة 2.05%، ليصل إلى 25906.93 نقطة، وهو أعلى إقفال له منذ حزيران (يونيو) 1991. كما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 1.68%، مسجلاً 1731.81 نقطة. هذه المكاسب تعكس قوة الاقتصاد الياباني.
وقد نما اقتصاد اليابان بمعدل سنوي أسرع من التوقعات بلغ 21.4% بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر)، وذلك بعد انكماش حاد بنسبة 28.8% بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو). هذا النمو القوي يشير إلى تعافٍ سريع للاقتصاد الياباني.
وتعززت المعنويات أيضاً بعدما أظهرت بيانات صينية نمو إنتاج المصانع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بوتيرة أسرع من المتوقع خلال الشهر الماضي، بالإضافة إلى تسارع مبيعات التجزئة. هذه البيانات تؤكد اشتداد زخم التعافي من الركود الذي أحدثه كوفيد - 19.
وطغى التفاؤل بشأن ابتكار لقاح على المخاوف المتعلقة بتنامي إصابات كوفيد - 19 على مستوى العالم، وذلك بعد أنباء مشجعة من شركة "جونسون آند جونسون"، التي أطلقت أمس مرحلة متقدمة من اختبارات لقاحها. هذه التطورات تأتي بعد تطورات واعدة من شركتي "فايزر" و"مودرنا".
إلا أن بعض المحللين ينصحون بتوخي الحذر في ظل إعادة فرض القيود في الولايات المتحدة وأوروبا لاحتواء الزيادة في الإصابات الجديدة، وهو ما قد يؤدي إلى تأجيج التقلبات في السوق. هذه التحذيرات تذكر بأنه لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي.
وذكر ماسايوكي كيتشيكاوا، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي لدى "سوميتومو ميتسوي" لإدارة الأصول، أنه "قد يحدث تصحيح ما في الأجل القصير، لكن أنباء أن تطوير عدة لقاحات قد بلغ مراحل متقدمة تنبئ بأن التراجع سيكون محدودا". هذا التصريح يعكس تفاؤلاً حذراً بشأن مستقبل السوق.
وقد تصدر المكاسب بين أكبر 30 سهماً على توبكس سهم "هوندا موتور"، الذي ارتفع بنسبة 4.84%، ومجموعة ميتسوبيشي "يو إف جيه" المالية، التي حققت مكاسب بنسبة 3.48%. في المقابل، تراجع سهم "نينتندو" بنسبة 1.91% وسهم "تاكيدا" للصناعات الدوائية بنسبة 0.97%.
إلى ذلك، شهدت أسواق الأسهم في منطقة الخليج ارتفاعاً ملحوظاً يوم أمس، حيث قادت بورصة أبوظبي المكاسب، مدعومة بمؤشرات على تعافي الاقتصاد والمزيد من البيانات الإيجابية بشأن لقاح مضاد لمرض كوفيد - 19. هذه التطورات تعكس الثقة في الاقتصاد الإقليمي.
وأفادت شركة مودرنا للأدوية يوم أمس بأن لقاحها التجريبي فعال بنسبة 94.5% في الوقاية من فيروس كورونا، الذي ألحق أضراراً بالغة بالاقتصادات في جميع أنحاء العالم. هذه الأنباء تمثل بارقة أمل في نهاية النفق المظلم.
وبحسب "رويترز"، أغلق المؤشر الرئيسي للأسهم في دبي مرتفعاً بنسبة 1.6%، ليصل إلى 2299 نقطة، مدعوماً بقفزة كبيرة بلغت 3.8% في سهم "إعمار العقارية" القيادي، بالإضافة إلى صعود سهم بنك الإمارات دبي الوطني بنسبة 1.5%. هذه المكاسب تعكس قوة السوق العقاري في دبي.
كما تقدم مؤشر أبوظبي بنسبة 1.6%، ليبلغ 4952 نقطة، مدعوماً بقفزة بنسبة 3.4% في سهم بنك أبوظبي الأول، أكبر بنك في دولة الإمارات، وزيادة بنسبة 0.5% في سهم مجموعة اتصالات. هذه التطورات تعزز مكانة أبوظبي كمركز مالي إقليمي.
وأشار نائب رئيس دولة الإمارات يوم أمس الأول إلى أن البلاد أضافت فئات جديدة لنظام الإقامة "الذهبية"، الذي يمنح مستحقيه حق الإقامة لمدة عشر سنوات، ومن بين هذه الفئات أصحاب بعض المهن وحاملو شهادة الدكتوراه وآخرون. هذه الخطوة تهدف إلى جذب الكفاءات والمستثمرين إلى الإمارات.
كما تقدم مؤشر قطر بنسبة 0.2%، ليصل إلى 10227 نقطة، وارتفع مؤشر البحرين بنسبة 0.5%، مسجلاً 1447 نقطة، وزاد مؤشر مسقط بنسبة 0.1%، ليبلغ 3643 نقطة، وارتفع مؤشر الكويت بنسبة 0.4%، ليصل إلى 6013 نقطة. هذه المكاسب تعكس الأداء القوي لأسواق المال في منطقة الخليج.
وفي القاهرة، ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 0.4%، ليصل إلى 10992 نقطة، مع صعود أغلب الأسهم، بما في ذلك سهم "طلعت مصطفى القابضة"، الذي قفز بنسبة 5.2%. هذا الارتفاع يعكس الثقة في الاقتصاد المصري.